تميزت إرادة الإنسان الفرنسي الإستعماري بتسخير كل ما هو متوفر في الطبيعة خلال القرن التاسع عشر، تحت مسميات عديدة منها " الفضول العلمي " ، ولكن في حقيقة الأمر كان ذلك مخطط له ولم يكن مجرد فضول علمي، حيث قررت السلطات الفرنسية تجنيد كل الموارد البشرية من أجل القيام بعملية الاستكشاف العلمي للجزائر، وبدأت بخطة ناجحة وهي جرد وإحصاء كل الموارد الطبيعية والبشرية في أرض الجزائر بعد احتلالها، ووضعها في مصنفات جاهزة للعرض في المتاحف والتظاهرات العلمية والثقافية التي كانت تقام في الجزائر وحتى في فرنسا .
كان هدفها من وراء ذلك تطوير وتوسيع الاستعمار وذلك بتسخير طبيعة الجزائر و ما تزخر به من خيرات متنوعة ، من أجل استغلال ذلك في إنقاض الاقتصاد الفرنسي المنهار وتموين أوروبا كمشروع خارجي ، أما الشطر الآخر
من مشروعها الاستيطاني داخل الجزائر تركز على استغلال ذلك في توسيع نفوذها وترسيخ الاستيطان بكل تفاصيله على الأرض و الانسان .