تعتبر صناعة المعلومة صناعة للقوة في مختلف المجالات،وقد خلف الإنتاج المعلوماتي تراكم وزخم معرفي يحتاج الفرز،التنظيم ،التصنيف،الترتيب، التخزين ومختلف طرق الإتاحة والاسترجاع ،وهنا جاء دور علم المكتبات والمعلومات الذي يهتم ويعالج مختلف أنواع المعرفة و لا يقتصر على معالجة معلومة محددة في تخصص محدد،’بل من المعروف أن هذا العلم منذ ظهوره كان له صلة مباشرة بالعلوم الاجتماعية و الإنسانية ،وتمكن من دخول حيز العلوم العلمية والتقنية بتطور المعلومة وحواملها’و تطور أساليب معالجتها والتعامل معها بمختلف الأساليب والنظم’ وعلم المعلومات حسب ما توصل إليه مؤتمر جورجيا للتكنوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية أن علم المكتبات والمعلومات هو :"العلم الذي يدرس خواص المعلومات و سلوكها والعوامل التي تتحكم في تدفقها ’ووسائل تجهيزها لتسيير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن وتشتمل أنشطة تجهيز المعلومات وبثها تجميعها و تنظيمها وتخزينها واسترجاعها وتفسيرها واستخدمها و هذا التعريف كان شاملا وملما وأصبح بشكل واضح معتمدا،و قال د,أحمد بدر:"أن علم المكتبات هو علم رابط وسيط بين العلوم ولديه وظائف وأهداف ومصطلحات و مكونات مختلفة ولهذا العلم صلة بعلم الاتصال و علم الحاسب الإلكتروني وعلم التربية وعلم النفس ويخدم أغلب التخصصات والعلوم"
ونجده يقوم بجمع التراث الفكري الإنساني والمحافظة عليه’ فلديه خدمات في معالجة الوثيقة الأرشيفية و المخطوطات ومختلف حوامل المعلومة وبالتالي خدمة هذا العلم لعلم التاريخ واضحة وجلية في إعداد القوائم البيبليوغرافية لمختلف المصادر والمراجع ومعالجة الوثيقة كتحقيق المخطوط مثلا،فمسألة التوثيق تساوي الأمانة العلمية والعمل بها ومراعاة البيبليوغرافية والتهميش واعتماد الاقتباس بالشكل الصحيح يساعد الباحث في تفادي السرقة العلمية،لذا يمكن اعتبار علم المكتبات والمعلومات علم ترتكز عليه كل أنواع العلوم في بحوثها وفي تنظيم المعلومة بمختلف مراحلها إلى تخزينها أو إتاحتها والاستفادة منها ،وعليه تم اختيار هذا الموضوع لنتمكن من تحديد العلاقة بين هذا التخصص والتخصصات الأخرى ،ونظهر أهميته في تحديد منهجية البحث العلمي.
إشكالية الملتقى: نظرا لأهمية هذا التخصص وعلاقته بالعلوم الأخرى قمنا بطرح سؤالا مباشرا يرتكز عليه هذا الملتقى يتمثل في: ما هي الروابط الموجودة بين تخصص علم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى