شكّلت الثورة الجزائرية نموذجا فريدا للمقاومة والنضال والكفاح لكلّ أحرار العالم، واستحالت رمزا مقدّسا يحطّم قيود الظلم ويكسر جبروت الطغيان، الأمر الذي فجّر الطّاقة الإبداعية عند الشّعراء والكتاب والمؤلفين، أفرزت نصوصا أدبية خالدة، صنعت منها شعرا يُنشد، وملحمة تروى، ورواية تُحكى، وقصة تُسرد، فصاغت لنا تجربة إنسانية خالدة، تغنّت بها الشعوب وروتها الأمّة جيلا بعد جيل.
لقد كان هذا الأدب الثوري الموجّه لأبنائنا في كتبهم المدرسية لسان حال الثورة، وذاكرتها الحية الناطقة بكل إنجازاتها، وتضحياتها، وبطولاتها الخالدة.
ويطرح ملتقانا هذا جملة من الإشكالات تتمثل في كيفية تجسيد "الثورة" كمعطى نضالي وبطولي في نصوص الكتب المدرسية؛ وما مدى نجاح هذا النص في تصوير الثورة الجزائرية بكل أبعادها وخلفياتها المعرفية والتاريخية كموروث رمزي يلهم الطفل والتلميذ والطالب الجزائري، ويقوي اعتزازه بوطنه وتشبثه بهويته؟، ومن جهة أخرى هل ارتقى النص المدرسي إلى مستوى التبليغ الجيد لحدث الثورة من خلال القيم الإنسانية والرمزية والجمالية التي يمكن أن يحملها؟