ال الفترة العثمانية بالنظر إلى الدور الذي لعبته، حيث تبوأت مكانتها العلمية والفكرية طيلة ثلاثة قرون، إلا أنها بلغت أوج قوتها وعظمتها السياسية والثقافية في عهد الباي " محمد بن عثمان الكبير " ، وتمكنت خلال القرنين 18 و 19 م أن تصبح من بين الحواضر التي عرفت مكانة علمية شهد لها بها كبار العلماء من داخل الوطن وخارجه .
استقطبت حاضرة معسكر عددا كبيرا من العلماء والفقهاء ، الذين درسوا وألفوا في مختلف العلوم والفنون العقلية والنقلية، على رأسهم : الشيخ أبو رأس الناصر ، الشيخ عبد القادر المشرفي ، الشيخ مصطفى الرماصي ، الشيخ محمد بن سحنون الراشدي ، الشيخ محمد بن عبد الله الجلالي ... هؤلاء من من تجاوزت مكانتهم وسمعتهم مدينتهم إلى باقي ربوع الوطن، بل ذاع صيتهم في البلاد العربية والإسلامية أجمع .
إن المكانة التي وصلتها مدينة معسكر آنذاك كعاصمة سياسية وثقافية علمية لبايلك الغرب نبعت من الدور الذي لعبته المؤسسات التعليمية والدينية المنتشرة في المدينة وأحوازها كالمساجد، المدارس، الزوايا، المكتبات، ... هذه المراكز التي تحملت عبء نشر التعليم زيادة على الحفاظ على أصول العبادة عن طريق إلقاء الدروس وتنظيم المناظرات العلمية والفكرية .