ليس من نافلة القول ان نعتقد ان النصوص المكتوبة باللغة السليمة نقديا السوية ادبيا و المستقيمة تعليميا تتحمل كلها الإجراءات التي توصلت اليها المناهج النقدية الحديثة على اختلاف مناحيها و تنوع تطبيقاتها و تباين نتائجها وعليه يظل المنبع الوحيد للإفادة من هذا المنحى هو الاطلاع التفقدي على جملة التطبيقات التي اسقطها الدارسون و المهتمون على هذه النصوص المختلفة الشكل و المضمون ، و بخاصة التي استقدمها نخبة النقاد العرب بواسطة الترجمة و القراءة من الغرب المتحضر ممتحين من المناهج بانماطها المعروفة سواء السياقية و اشهرها المنهج التاريخي و النفسي و الاجتماعي منها او النسقية كالسميائية مثلا، وبالتالي يحمل كل من النص الادبي و النص النقدي خصوصية معينة و نمطية مميزة ، و بناء على هذين الصفتين الأخيرتين يتم للباحث طالبا كان او في مرتبة اعلى اختيار و انتقاء المنهج النقدي المناسب لتحليل النص المراد دراسته، و لقد قدم نقاد كبار أمثال عبد المالك مرتاض، صلاح فضل كتابات ذات أهمية في هذا المجال تتيح للقارئ المقبل على البحث تسليط الضوء على مدى مناسبة منهج نقدي ما لنص ما، و لا يخفى على المطلع ان العملية التي تتم في هذا المجال نستطيع تشبيهها بالمخاض الصعب ، لأن البؤرة البحثية تكمن في المنهج المتبع لدراسة النص الادبي و النقدي اكثر من كمونها في النص المراد تناوله كمدونة للبحث، تحت ضوء هذه الإشكالية ينبني اليوم الدراسي الذي سينظمه المختبر.