تكتسي المواضيع والدراسات حول الممارسات الجماعية الدينية خلال فترة الاحتلال الفرنسي أهمية بالغة، وذلك من خلال محاولة إماطة اللثام عن الحياة الروحية والدينية للجزائريين خلال فترة من أخطر فترات تاريخهم، والتي هُددت فيها هويتهم المتمثلة في المعتقد واللغة تهديدا بليغا، بعدما حاول الاستعمار جاهدا مسخ الهوية العربية الإسلامية للشعب الجزائري، واستبدالها بهوية هجينة مصطنعة ومستنسخة. وعندما مني بالفشل حاول على الأقل إفراغ الإنسان الجزائري من محتواه الحسي والنفسي والروحي والهوياتي، وجعله كائنا بلا روح ولا اعتقاد. لكن من المفارقات العجيبة والغريبة أن الإنسان الجزائري ازداد تماسكا وارتباطا بهويته المهددة أكثر من أي وقت مضى، رغم الاستهداف الممنهج من طرف الاستعمار للرموز والمؤسسات الدينية، من دور العبادة والأوقاف والحواضر العلمية، والتضييق على العلماء والفقهاء بالنفي والتشريد والتضييق، ومحاربة الزوايا وشيوخها، والتضييق قدر الإمكان عن الكتاتيب والتعليم الأصلي، وإطلاق العنان لحملات التبشير والتنصير التي اختارت أحلك الظروف وأصعبها لبث سموم التنصير الديني، لكن مني الاستعمار بالفشل الذريع، فالإنسان الجزائري أظهر ارتباطا بتراثه المادي والمعنوي وبمعتقده بشكل حير الإدارة الاستعمارية، التي اعتبرته إنسانا متعصبا متطرفا منغلقا على نفسه رافضا الأخذ بأسباب الحضارة.
وبناء على ما سبق ذكره يمكن طرح الإشكال التالي:
كيف حاولت الإدارة الإستعمارية تأطير شؤون الدين الإسلامي و هل نجحت في ذلك؟
كيف كان رد فعل المرجعيات و الزوايا و الطرق الصوفية من السياسة الفرنسية اتجاه شؤون الدين الإسلامي؟