لكل أزمة انعكاسات سلبية و أخرى إيجابية، قد يقصر مداها الزمني أو يطول، و قد تستخلص دروسها بعناية أو تنقضي دون إحداث وعي كبير، غير أن أزمة كوفيد 19 ستظل على مدى أجيال قادمة حدثا فريدا و لحظة فارقة نظرا لحجم الآثار المترتبة عنها و التدابير غير النمطية الكثيرة التي اعتمدت خلالها؛ فقد حولت أزمة كوفيد 19 الأساليب غير النمطية إلى ممارسات اعتيادية ناجعة و حلول حاسمة في مواجهة و إدارة الأزمة.
في مجال العمل و الممارسات المهنية استطاعت أزمة كوفيد 19 أن تكرس منطقا جديدا لطالما تخوف منه مسيرون كثر وتحاشوه: منطق الإدارة بالنتائج و تحرير المبادرات بدل التركيز على الإجراءات و المغالاة في المظاهر الرسمية، على اعتبار أن المنطق الجديد يتطلب قدرا كافيا من الثقة بين الأشخاص و من المرونة في تنظيم العمل، لقد كان لكوفيد 19 ـــ رغم سلبياتها الكثيرة ـــ الفضل في إزاحة غشاوة أفقدت متخذي القرارات الرؤية الثاقبة و التفكير السلس، كما كان لها الفضل أيضا في دفع الكثيرين إلى التفكير بطرق مبتكرة لإبداع حلول جديدة و مناسبة.
اعتمد مدراء الموارد البشرية حلولا مبتكرة تضمن استمرارية العمل و تدفق المعلومات، و استرجع الكثير منهم أساليب عمل غير نمطية (كالعمل نصف الوقت، العمل عن بعد، العمل المنزلي ...) لمواجهة تداعيات الأزمة، الأمر الذي يدعونا اليوم إلى الوقوف مليا عند هذه التدابير لاستخلاص الدروس المستفادة من جائحة كورونا و استشراف انعكاساتها المستقبلية على إدارة الموارد البشرية، و لنتساءل بصيغة أكثر وضوحا: كيف واجه مدراء الموارد البشرية أزمة كوفيد 19؟ و ما الذي تعلمناه أو يمكننا تعلمه في سبيل تطوير التدابير غير الاعتيادية في العمل المستقبلي (ما بعد كوفيد 19) لمواجهة أي أزمات أخرى غير مرتقبة؟
المحاور :

1. آثار كوفيد 19 على وظيفة إدارة الموارد البشرية.
2. التدابير غير الاعتيادية و غير النمطية المعتمدة
في إدارة الموارد البشرية لمواجهة كوفيد 19 .
3. الدروس المستفادة من التجارب الدولية و
المحلية المتعلقة بمواجهة مدراء الموارد البشرية
لأزمة كوفيد 19 .
4. آثار كوفيد 19 على النشاط الاقتصادي في الجزائر
و في العالم.
5. الملامح الاستشرافية لوظيفة الموارد البشرية في
مرحلة ما بعد كوفيد 19.